عصمة البابا


س7 : لماذا يؤمن الكاثوليّك بالعصمة البابويّة، والبابا إنسان مثلنا تحت الخطئية ؟ هل يوجد أساس كتابيّ لهذه العقيدة ؟

إنّ عقيدة العصمة البابويّة لا تعني أن البابا معصوم من الخطيئة في حدّ ذاته، فهو إنسان بالتّمامّ. وإنّما تتعلّق العقيدة بعصمة تعاليمه الإيمانيّة، في اتحاده بالكنيسة الجامعة، وبحكم دوره كراع أوّل للكنيسة جمعاء. كما أنّه يمارس تعاليمه الشّخصيّة في مجال تخصصه من دون أن تسري عليه هذه العصمة، فمثلاّ إذا ما كان متخصصًّا في مجال الاقتصاد، أو الهندسة، أو الطب، أو أي علم أخر، تظلّ كتاباته كأيّ كتابات أخرى.
يدرك الكاثوليّك تماماً، أن البابا، وعلى الرّغم من مكانته العلميّة الكبيرة ، إلاّ أنه إنسان مُعرّض للخطأ والخطيئة! تتضمّن العقيدة وبكلّ بساطة: أن البابا تتمّ حمايته إلهيًّا من الخطأ عندما يتصرّف بصفته الرّسمية، أيّ باعتباره الرّاعي الأوّل للكنيسة الكاثوليكيّة، فعندما يُصدر عقيدة ما، تصبح بقوّتها واجبة ومُلزمة لكلّ ضمير جميع الكاثوليّك في جميع أنحاء العالم. فعصمة البابا في الأساس منبثقة من عصمة الجسّد السّرّيّ، الذي هو الكنيسة نفسها.
يتخيّل البعض حينما يقرأ أو يسمع كلمة “عصمة البابا” أن البابا يصدر أيّ تعاليم فتصبح هكذا نافذة، ليس هو الحال في كنيستنا، فالبابا عمليًّا حينما يعلن عقيدة يجتمع مرارًا وتكرارًا بأساقفة الكنيسة وبشتى الطّرق لمناقشتهم وللبحث معهم عن ضرورة إعلان عقيدة ما، ليبحثوا معه وبسلطانه، عن حاجة الكنيسة القصوى لهذه العقيدة أو تلك، كما يبحثوا معه عن أُسسها الكتابيّة والآبائيّة، ليعلنوها عن حقّ وبقوّة الرّوح الذي يحفظ كيان الكنيسة الجامعة من دون تشتّت، فتبقى هكذا على مرّ الزّمن دون سواها، واحدة، مقدّسة، جامعة، رسوليّة.
لذلك، تتحدّد العصمة البابابويّة بشروط أربعة تضعها الكنيسة، لتصبح نافذةً:
1. لا بدّ أن يكون هذا التّعليم ex cathedra  أيّ خلال كرسي القديس بطرس، ويعلم بصفته خليفة القديس بطرس وبابا الكنيسة الجامعة.
2. يجب أن يكون خاصّ بمسألة الإيمان أو الآداب العامّة.
3. يجب أن يكون قرارًا مُلزمًا للكنيسة جمعاء .
4. على البابا عندما تكون لديه نية إتّخاذ قرار نهائيّ بشأن إعلان العقيدة أو الأخلاق أن يكون شارك بها جميع المؤمنين من خلال المجامع المسكونيّة وسينودس الأساقفة وغيرها من الطّرق التي يتعرّف بها البابا على الإيمان العامّ للكنيسة ، يجب أن يكون إعلان العقيدة لتفسير ما هو ثابت مسبقاً في الإيمان.
جدير بالذّكر أن نؤكّد على أن البابا ليست لديه السّلطة في أن يستحدث عقائد جديدة، أو يلغي أخرى، لأنه ليس هو صاحب الوحيّ. وإنما فقط يعلن ويحدّد ويفسّر الإيمان بما يتناسب ولغة العصر وثقافة المؤمنين من دون الإخلال بمصادر الوحي الإلهيّ والتّقليد الكنسيّ العريق. إنها عصمة المسيح الذي أعطاها لبطرس البابا الأوّل: “وأعطيك مفاتيح ملكوت السّموات فكلّ ما تربطته على الأرض يكون مربوطًا في السّموات وكلّ ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السّموات.” (متى 19:16) .يعود هذا إلى  ثقتنا بوعد ربنا أنه سيكون مع كنيسته وفيها حتّى نهاية العالم. (مت 20:28).
كما نلاحظ أن الجماعات الكنسيّة، ونعني البروتستانتية، أنّها لا تتردّد في تغيير مذاهبها. على سبيل المثال، جميع الطّوائف البروتستانتية أعتقدت أن وسائل منع الحمل كانت خطيئة تمامًا، ولكن منذ عام 1930، عندما قرّرت كنيسة مؤتمر لامبث انجلترا أن وسائل منع الحمل لم تعد خطيئة، قبل تقريبًا كلّ القساوسة البروتستانت في العالم هذا القرار وتغير تعليم الكنيسة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات ترنيمة انا مشتاق تغير فيا "فريق قلب داود"

ترانيم بوربوينت بحرف أ

ترنيمة واخدينك علي فين كلمات وبوربوينت2018