في الموعظة على الجبل عن النور والظلمة






في الموعظة على الجبل عن النور والظلمة..... حيث يقول الرب يسوع: "إن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون".......

في بدء سفر التكوين يفصل الرب بين الظلمة والنور....... فلقد تحدّثت في موضوع سابق عن نظرية لاهوتية تقول بأن "في البدء خلق الله السموات والأرض"...... وبعد هذه المرحلة، خضعت الملائكة (وربما كل المخلوقات حينها) إلى تجربة، حيث سقط رئيس ملائكة (بعلزبول) في خطيئة الكبرياء، وأسقط معه ثلث جند السماء...... فطُرحوا جميعاً إلى الظلمة الخارجية (والتي تعني الإقصاء عن الله) إلى يوم عقابهم الأبدي..... وتتابع النظرية فتقول بأن الملاك الساقط (الشيطان) وجنده (الأبالسة) سقطوا من السماء إلى الأرض، وقاموا بفناء كل المخلوقات عليها انتقاماً من الله (حيث أنهم ما زالوا يحاولون تخريب كل أعمال الله - ونجح الشيطان بإسقاط أبوينا الأولين)......
ويتابع سفر التكوين ليخبرنا بأن الأرض كانت خربة وروح الرب يرف على وجه المياه (ليجدّد وجه الأرض بعد أن خربت)..... وأول عمل للرب كان أنه جاء إلى عالم الظلمة هذه وعاد وأسس مملكته التي خربت..... جاء النور (الله) إلى الظلمة (مملكة الشيطان) وفصل بين العالمين..... وضع حدوداً لمملكة الظلمة لا تتعدّاه.... فلا يستطيع المخرّب أن يخرّب أعمال الله فيما بعد.....
وفي مملكة النور الجديدة هذه، خلق الرب خليقته الجديدة الطاهرة..... ومنحها نوره..... ولكن الشرط للبقاء في النور كان عدم الأكل من الشجرة المحرّمة.... الشرط كان الحفاظ على الطاعة لوصية الله..... وعندها سمح للشيطان أن يجرّب أبوينا..... ونجح بخداعهما.... فسقطا في خطيئة الكبرياء نفسها التي سقط فيها الشيطان.... وشكّكا بكلمة الرب... وعصيا أمره.... فكانت خطيئتهما متعدّدة الفروع...... فطردهما الرب إلى عالم الظلمة الخارجية، حيث كان قد طرد الشيطان وجنوده قبلاً..... إلى مملكة الظلمة!!!!!!!!!
ولكن رحمة الرب لم تتركهما لمصيرهما الذي أوقعا أنفسهما فيه.... بل النور رافقهما... وتجسّد النور، وملك على أنفس المؤمنين.....صار ملك نفوسنا.... أسس مملكة النور في عالم الظلمة هذا!!!!......

والآن الكثيرون يدخلون هذه المملكة السعيدة.....بالإيمان.....قابلين الرب يسوع ملكاً على حياتهم..... وخاضعين بطاعة لوصاياه التي تنير لنا طريق هذه المملكة...... ووصايا الرب هي التي تنير العينين.....
والكثير منّا يتمتّع بهذا النور الإلهي الذي يميّز بين كل ما يدور حولنا من أحداث وأفكار.... يميّز صوت الراعي من صوت الأجير.... صوت الحبيب من نعيب الغريب..... والكثير منّا ما زال ينخدع من أفكار عالم الظلمة.... ويتبنّى الكثير منها......

فنرى مثلاً:
- الإيمان المريض: الذي يخلط بين وصايا وتعاليم مملكة الظلمة ووملكة النور.... يقبل هذه ويوافق على تلك.
- الإيمان الثائر: الذي يثور على تعاليم مملكة النور، ويريد الانفلات منها لتحقيق شهواته.
- الإيمان الضعيف: الذي لا يثق بكلمة الرب وبقوّته.
- الإيمان المشكّك: الذي يشك بعمل الله.
- الإيمان المتنازل: الذي يتنازل عن كثير من مواعيد الله له، ويستهتر بالمقدّسات (مثل حال عيسو الذي باع بكوريته بأكلة عدس).
- الإيمان المستهتر: الذي يسخر بالكنيسة ويستهتر بتعاليمها المقدسة.
- الإيمان الجبان: الذي لا يعترف بإيمانه أمام أعداء الصليب.
- الإيمان الخائف: الذي بسبب خوفه من الآخرين يتنكّر للرب.
- الإيمان الجاهل: الذي لا يعرف خلاصه ولا الصحّ من الخطأ.


وهناك الكثير الكثير من هذه الأنواع...... والكثيرون يحملون في أجسادهم وفي أرواحهم وسماً ما من أعمال الظلمة.... وهذا الوسم يجعل من مملكة الظلمة سلطاناً عليهم، إذ هو يخصّ تلك المملكة البغيضة التي أذلّت البشرية قروناً كثيرة إلى أن جاء النور وحرّرنا منها......
فمن تصيبه ضربة أو كارثة أو مصيبة من مملكة الظلمة، نراه يصيح ويجدّف على الرب كيف يسمح بأن يحدث له ذاك المكروه..... وفي الحقيقة فإن شهواتنا هي التي توصل بنا لهذا..... نسلّم حياتنا ليد من لا يرحمنا!!!!... أم هل من يقتني شيئاً يخصّ الشيطان، يتركه الشيطان بحاله؟.... إنه كالعنكبوت الذي ينصب شبكته ليقع فيها المساكين..... وعندها سينقضّ عليهم، ولن يرحمهم!!!!!!......
وعلى عكس ذلك ملك النور..... فإنه يترفّق بنا، ويحنو علينا، ويصفح عن زلاتنا.... وإن وقعنا في الشبكة، يحرّرنا إن طلبناه من قلوبنا.... إن بدأنا نغرق (كبطرس)، نصرخ له، فيمدّ لنا يد العون وينتشلنا..... ينظر إلينا بحسرة على جهلنا الذي أسقطنا..... يبكي على مصائبنا.... يرثي لحالنا.... يأتي لينجّينا من فخ الصياد....

والعجب أن الكثير منّا ينسب نفسه لمملكة النور، وفيه بقع من مملكة الظلمة.... يتحدّث بلسان حالها..... وهنا يقول لنا الرب: إن كان النور (الذي تظنّه) فيك ظلمة، فالظلام (الذي يعيش فيه الكثيرون ولا يعرفون شيئاً عن مملكة النور) كم يكون!!!؟؟؟؟....... "انظر اذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة" (متى 35:11)....




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات ترنيمة انا مشتاق تغير فيا "فريق قلب داود"

ترانيم بوربوينت بحرف أ

ترنيمة واخدينك علي فين كلمات وبوربوينت2018