هل تسمعني؟!

هل تسمعني؟!  

   مرحباً بكم أعزائي كبار شهود في أول عدد من المجلة و بالأخص في أول عدد من باب .. هل تسمعني؟!  إذا كنتم تتسآلون عن ماذا سوف نتكلم في هذا الباب.. دعوني اطلب منكم طلباً.  اكتبوا في هذا المستطيل تعريفكم عن الصلاه.. ما هي الصلاه بالنسبة لكم؟؟ وكيف نعيشها؟؟ وهل أصلاً الصلاه تُعاش؟؟ اكتبوا كل ما يخطر في بالكم عن الصلاه..


بعد أن كتبتم كل ما تعرفوه، استمتعوا بقراءة هذا المقال، وتحمسوا لقراءة باقي الأعداد حتى تعرفوا عن الصلاه اكثر وأكثر.

إننا لا نستطيع التحدث عن الصلاة، فالكلمات لا تعبر عن الحقائق الغير مادية، بينما الصلاه هي حياة تعاش..
إن الصلاه ليست ضرورة أوجدتها الديانة واختلقها الأنسان ليكلم الفراغ متوهماً.. لكنها ضرورة فى علاقتنا بالله
 
إن الصلاه هي المياه التي ترعى النبتة الصالحة المزروعة في قلوبنا..
إن الصلاه هي  الإنجيل المعاش..
المسيحية بدون صلاه هي فقط نظرية مدهشة وسلوك اجتماعي متميز، فالصلاه هي المدخل إلى جوهر المسيحية..
الصلاه هي المكان و الوقت الذي يحدث فيه الإلتقاء مع الله..
إن الصلاه هي الرغبة في ملاقاة يسوع، الرغبة في التكلم معه،الرغبة في سكب كل ما بداخلي له، الرغبة في الشعور بهذا السكون الذي يحيطني عندما أشعر بحضوره معي، الرغبة في سماع صوته، الرغبة في معرفة رده على كلامي..
الصلاه هي الاحتياج والشوق للتكلم مع هذا الإله الأزلي الأبدي.. لأنه يشعرنا بالراحة، لأنه به تطمئن قلوبنا لمعرفة انه هناك إله يدبر كل أمورنا..
الصلاه لا تتطلب سفراً لأراضٍ مقدسة..
لقد أصبحت علاقتنا بالله هي تلك العلاقة الخاصة جداً بين الأب و ابنه، أنها علاقة ثمينة وتُرسَّخ بالتواصل الدائم وهذا يحدث عن طريق الصلاة..

أرسل الله إبنه الوحيد على الرض ليخلصنا، جاء يسوع ليعلمنا الصلاه الربانية.. وبالتأكيد كلنا نعرفها.
في كل عدد في هذا الباب سنتكلم عن جزء من هذه الصلاه..
أبانا.. يريدنا الرب أن نتقدم إليه وأن نكلمه كأبناء له وهو أب لنا.
وبهذا يجعلنا نتذكر ان علاقتنا بالله ليست علاقة رسمية، إنما يجعلنا نتذكر طبيعتنا، اننا أولاده.
الذي في السماوات.. وبهذا يجعلنا منتبهين إلى أن أبانا السماوي هو الإله الأسمى؛ إنه الغير محدود،وهو لا يتغير ولا يتبدل وليس له عرضة للظروف والأحداث كالإنسان. نتذكر أنه عالٍ ومرتفع فوق جميع شرور العالم وفساده. أيضاً أن نتذكر أنه الأقوى من الكل.
ليتقدس أسمك..  بعد أن نتقرب إلى الله، يأت وقت الطلبات، فالطلبة الأولى تلفت إنتباهنا وتسلط الضوء على [1]ضرورة أن تكون الأولوية لأسم الله. بغض النظر عن ظروفنا واحتياجاتنا، يجب علينا أن نعطي الأولوية لله في قلوبنا وعقولنا وصلواتنا.. [2]ضرورة أن يتقدس كل من يحمل اسم الله. إن أسم الله مقدس في السماء، ولكن المشكلة في الذين يحملون اسمه هنا، على الأرض، الذين تبنوا أسمه أمام كل العالم.
ليأت ملكوتك.. في عمق هذه الطلبة حقائق كتابية أرادنا المسيح ان نتيقن منها وهي[1]ضرورة توجيه أنظارنا إلى أعلى، لأننا نحن أبناء الملكوت السماوي و لأنه من هناك يأتي الخلاص. [2] ضرورة العمل لهذا الملكوت، الرب يرى عمل عبيده و يكافىء، لذا يجب أن لا نهتم بشيء بل نطلب ملكوت الله وبِّره.
لتكن مشيئتك.. كثيراً ما ندعو لتتحقق مشيئة الرب. لكن ما هو الدافع الذي يحثنا على قولها، هل هو استسلام بحزن وسلبية للمشيئة الإلهية؟! وكأننا نقول للرب "بما أنه لابد أن تتحقق مشيئتك إذاً فلتكن مشيئتك"؟! وتتوارد إلينا مثل هذه الأفكاروغيرها، فنطرح سؤالاً جوهرياً وهو لماذا نصلي؟؟
هل نصلي لنقول للرب "أضحي، بإمكانك تنفيذ خطتك، نعطيك الضوء الأحمر؟" بالطبع لا.. فلا يوجد من يمنع مشيئة الله من ان تُنَفَذ. نحن نصلي هذه الكلمات لنُعلِن خضوعنا لمشيئته، لنُعلِن رغبة قلبنا في إطاعة مشيئته، وكأننا نقول أننا نريد سماع هذه المشيئة، أننا مستعدون لإطاعة كلامه. وهنا نصل إلى مسألة مدى وضوح هذه  المشيئة.
إن مسالة البحث عن مشيئة الرب خارج حدود دائرة تعاليمه ووصاياه مضيعة للوقت وهروب من الحقيقة..
كما في السماء كذلك على الأرض.. لتكن مشيئة الله مُنَفَذه على الأرض كما هي مُنَفَذه في السماء، ولتصبح هذه الأرض كأنها سماء، وسكانها كأنهم ملائكة، ولتصبح الحياة الروحانية التي توافق مشيئة الله في السماء، مُنَفَذه بكل دقة، بلا جدال، وبسرعة وبلا إبطاء، وعلى الدوام

إن الصلاه لها علاقة قوية جداً بقراءة الكتاب المقدس. فإن العلاقة بينهما علاقة جوهرية، فالصلاه هي التي تهب الأنسان المسيحي القدرة على تطبيق تعاليم الإنجيل، إنها تحرر كلمات الإنجيل من كلمات مكتوبة إلى إنجيل معاش   في عمق يومه، إنها بمثابة أن يطلب شخص من الروح القدس الحضور يومياً ليهبنا الجديد كل يوم.

" 10. وبارك داود الرب على عيون كل الجماعة، وقال داود: ((مبارك أنت، أيها الرب، إله إسرائيل أبينا، من الأزل وللأبد.11. لك، يا رب، العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمهابة، لأن لك كل ما في السماء والأرض، ولك الملك، آيها الرب، وقد آرتفعت على الجميع إطلاقا.12. من لدنك الغنى والمجد، وانت تسود الجميع، وفي يدك القدرة والجبروت، وفي يدك تعظيم كل شيء وتعزيزه.13. فالآن، يا إلهنا، نحمدك ونسبح اسم جلالك.14. ولكن ما أنا وما شعبي حتى نستطيع أن نتبرع هكذا؟ وانما كل شيء منك، ومن يدك أعطيناك،15. لأننا إنما نحن نزلاء لديك وغرباء كجميع آبائنا، وأيامنا كالظل على الأرض، وليس من رجاء16. أيها الرب إلهنا، إن كل هذه الثروة التي خزناها لنبني لك بيتا لاسمك القدوس، إنما هي من يدك، كل شيء لك.17. وأنا أعلم، يا إلهي إنك تمتحن القلب وترضى بالإستقامة. أما أنا فبآستقامة قلبي تبرعت بكل هذه، وقد رأيت الآن بفرح شعبك الحاضر هنا يتبرع لك.18. أيها الرب، إله إبراهيم وإسحق وإسرائيل آبائنا، احفظ هذا للأبد في خواطر أفكار قلوب شعبك، ووجه قلوبهم نحوك.19. وهب لسليمان آبني قلبا سليما ليحفظ وصاياك وشهادتك وفرائضك، ويعمل بذلك كله، وليبني الصرح الذي خزنت له ))."                                                                                                  (١اخ٢٩: ١٠-١٩)
هذه هي صلاة داود إلى الرب و فيها داود يعترف أن كل ما يملكه هو من الرب، مجده وغناه وملكه وأن أيام الإنسان على الأرض قليلة، فعليه أن لا يفرح بما يملك بل أن يفرح بعبادته للرب. وأن كل ما نعطيه للرب هو سبق وأعطاه لنا = من يدك أعطيناك.
ولنا دروس فيما قاله داود وعمله :- صلاة داود وما فيها من شكر و تسبيح وأنه ينسب كل المجد والكرامة لله. و أن العطاء ليس فقط الذهب والفضة بل الكل أي القلب والنفس والجسد و المشاعر والحب لله، الجهد والعرق .... ثم نقول مع داود " من يدك أعطيناك ".
صلاه داود للرب كانت صلاه بسيطة جداً بعد كل ما أنعمه الله عليه، وكما تكلمنا عن أهمية قراءة الأنجيل والصلاه، فهذا النص من الأنجيل سيساعدنا قليلاً في صلاتنا إلى الله، فيمكنكم أن تجربوا أن تبدأوا صلاتكم بهذا النص من الأنجيل، و تتخيلوا داود وهو واقف امام الله يصلى، و تتخيلوا أنفسكم واقفين بجانبه تصلون معه هذه الصلاه.
فلنبدأ معاً صلاتنا للرب و أريدكم أن ترسلوا تعليقاتكم على هذا البريد الألكتروني el email و قولوا لي إرائكم، و أنتظروني في العدد القادم من باب .. هل تسمعني؟!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات ترنيمة انا مشتاق تغير فيا "فريق قلب داود"

ترانيم بوربوينت بحرف أ

ترنيمة واخدينك علي فين كلمات وبوربوينت2018