كم هو العدد المتوقّع في حفل تقديس الأم تيريزيا ؟




إن إعلان الأم تريزا قديسة هو حقاً بشارة مفرحة للكنيسة جمعاء، وسيكون تقديسها لحظة التتويج في سنة الرحمة. في سنة 2003 حضر ثلاثمائة ألف شخص تطويب الأم تريزا، و من المرجح أن يكون التقديس المرتقب ضخماً، لا في عدد الناس فقط بل بالاهتمام الذي سيوجَّه إلى الكنيسة و القديسة الجديدة.
لقد كانت الأم تريزا في حياتها، و منذ ميلادها في السماء، واحدة من أفضل دعائم للكنيسة الكاثوليكية الرسولية. في حين يمكننا أن نتوقع تجدد الانتقادات التي وجهت من قبل كريستوفر هتشنز و غيره في الأشهر التي تسبق التقديس، فلا يجب أن يزعجنا هذا أكثر مما ينبغي، بل يجب أن نستقبله بصدر رحب. إن هتشنز و غيره يكرهون الأم تريزا لسبب بسيط و هو أنها كاثوليكية. و أي انتقاد جديد سيكون تذكيراً للناس بهذه النقطة المهمة. انظروا في هذا، على سبيل المثال، كما جاء في موقع كروكس (Crux)…
“قبل عامين، خاض الباحثون في جامعتي مونتريال و أوتاوا في كتب تتحدث عن الأم تريزا و رهبنة الإرساليات الخيرية، و خلصوا إلى أنها محتالة. و من بين أشياء كثيرة، اقتبس الكاتب ‘سلوكها المشكوك فيه في الاعتناء بالمرضى، و اتصالاتها السياسية، و إدارتها المشبوهة للأموال الطائلة التي كانت تتلقاها، و آراءها العقائدية فيما يتعلق بالإجهاض و منع الحمل و الطلاق”.
نعم لقد سمعت هذا بشكل صحيح: عارضت الأم تريزا وسائل منع الحمل و الإجهاض و الطلاق. لم تنأى بنفسها عن الخطأة. إن أراد العالم أن يتذكر هذا، فهذا أفضل.
لقد رأيت الأم تريزا مرة واحدة فقط. و كان هذا في الجامعة الغريغورية، حيث دعيت الأم تريزا للقاء نحو 2000 أو 3000 شخصا. لقد كانت صغيرة الحجم، رافقها كاردينال طويل القامة، تعلو وجهه الابتسامة. لكنها سرعان ما أزالت هذه الابتسامة عن وجهه. قالت:”عندما تصل إلى السماء ستجدها مليئة بأناس أتوا من شوراع كالكوتا و لن تجد كل من توقعت أن تراهم هناك”. كنت أراقب وجه الكاردينال و هي تقول هذا، و أرى تعابير الصدمة التي علت وجهه. لقد كانت رسالة مدمرة و ثورية، لكنها أوصلتها بطريقة واضحة و سهلة للجميع.
بقي هذه اللقاء بالأم تريزا مطبوعاً في ذاكرتي منذ ذلك الحين. لقد كانت، إلى جانب اثنين آخرين، الشخصية الدينية الأكثر إثارة للإعجاب من بين الذين قابلتهم. و السبب في ذلك يعود إلى عبقريتها. لم يكن هذا تمثيلاً، لقد تحدثت من قلبها. كانت شخصيتها و إيمانها في تناغم تام و نعمة الرب تملؤها، بعبارة أخرى، لقد كانت قديسة.
في مناسبة أخرى، كنت برفقة الأب الراحل جان- ماري شارل رو في زيارة لدير أخواتها في سيليو في روما. دعينا لزيارة الكنيسة، لم يكن فيها مقاعد، كانت الأخوات في قداس تأمليّ و الصمت مطبق. كان الدير متقشفاً للغاية، يشبه إلى درجة كبيرة المباني التي رأيتها لاحقاً في الأحياء الفقيرة في نيروبي.
قبل أن يتحدث أحد عنها بوقت طويل، ذهبت الأم تريزا و أخواتها إلى الضواحي و عشن بين الفقراء. و كانت رائدة في عصرها في هذا المجال، على الرغم من أنها لم تفعل شيئاً سوى اتباع تقليد مهم في الكنيسة الكاثوليكية، و تسير على خطى القديس فرنسيس. و كل هذا دون ضجة: أثار آخرون الضجة حولها لكنها لم تفعل هذا بنفسها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات ترنيمة انا مشتاق تغير فيا "فريق قلب داود"

ترانيم بوربوينت بحرف أ

ترنيمة واخدينك علي فين كلمات وبوربوينت2018